رغم «وقف إطلاق النار».. مقتل 18 شخصاً في اشتباكات إثنية بالسودان
رغم «وقف إطلاق النار».. مقتل 18 شخصاً في اشتباكات إثنية بالسودان
أسفر تجدد الاشتباكات في إقليم ولاية النيل الأزرق -جنوب السودان- عن مقتل 18 شخصا، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين الجماعات المتحاربة الذي أعقب أعمال عنف دامية قبل أسابيع، بحسب ما أعلنت وكالة إغاثة حكومية، الجمعة.
وقالت مفوضية المساعدات الإنسانية السودانية في بيان، إن المنطقة تشهد تجددا للاشتباكات بين قبيلة الهوسا ومجتمعات النيل الأزرق، وفق فرانس برس.
وأضافت "تم حتى الآن تسجيل 18 وفاة و23 إصابة"، مشيرة إلى أن الآلاف لاذوا بالفرار.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) في وقت سابق الجمعة، إن أعمال عنف اندلعت بعد ظهر الخميس "دون أية أسباب واضحة وعلى الرغم من الجهود المخلصة التي تبذلها الحكومة لوقف القتال".
وأضافت الوكالة نقلا عن بيان صادر عن أجهزة الأمن في النيل الأزرق، أن القتال دار حول قرية قنيص وبلدة الروصيرص.
وقال حسين موسى من سكان قرية تقع شرق الروصيرص، إن "الوضع سيئ جدا الآن، إطلاق النار في كل مكان".
وفي يوليو وقعت مواجهات في المنطقة بين شعب الهوسا وجماعات منافسة بما في ذلك البارتا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص وإصابة العشرات.
واندلعت تلك الاشتباكات بعد أن طلبت قبيلة الهوسا إنشاء "سلطة مدنية" اعتبرتها الجماعات المنافسة وسيلة للوصول إلى الأراضي.
وأدى العنف إلى نزوح نحو 31 ألف شخص، لجأ كثير منهم إلى مدارس تحولت إلى مخيمات للنازحين.
وأثارت الاشتباكات أيضا احتجاجات غاضبة في جميع أنحاء السودان، حيث طالب شعب الهوسا بالعدالة للقتلى.
ودعت تظاهرات أخرى إلى "الوحدة" و"إنهاء القبلية" في الدولة الفقيرة الواقعة في شمال شرق إفريقيا.
وفي أواخر يوليو، وافق كبار القادة من الجماعات المتنافسة على وقف الأعمال العدائية.
وتأتي أعمال العنف الأخيرة في وقت يعاني السودان اضطرابات سياسية وأزمة اقتصادية متفاقمة، منذ تولي الفريق عبدالفتاح البرهان السلطة وإزاحة شركائه المدنيين.
وشهدت البلاد مذاك احتجاجات شبه أسبوعية وحملة قمع عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، وفقا لمسعفين مؤيدين للديموقراطية.
وفي يوليو، تعهد البرهان في خطاب متلفز بالتنحي وإفساح المجال أمام الفصائل السودانية للاتفاق على حكومة مدنية.
وعلقت الولايات المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية وبلدان الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات الدولارات احتجاجا على إجراءات الجيش.
وحذرت الأمم المتحدة وممثلو الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية في مجلس الأمن الدولي من مخاطر تحيط السودان، بسبب العوائق الموضوعة أمام عملية التحول المدني واستمرار العنف ضد المحتجين.